_ربما لا استطيع فعل ذلك...
_بلا تستطيعين ...المهم ان تثقي بنفسك ....
كانت الحيرة بادية على وجهها وهي تسمع كلمت جارتها الجديدة...تمعنت جيدا في كلماتها ..لاتعلم لماذا فتحت لها قلبها واخبرتها عن كل شئ يتعلق بحياتها ...حتى انها جعلتها صديقتها المقربة...لم تعلم لماذا كانت تشعر انها بحاجة لشخص تبثة همومها وشكوكها التي تكاد تقتلها ...ليست لديها الكثير من الصديقات ...ولاتملك ا لجراة لفتح مثل هذة المواضيع مع والدتها ..ان الارتباك سيمنعها بالتاكيد من فعل ذلك...ربما اتت هذة الجارة في وقت هي احوج فية الى الصديقة المقربة...ساعدها على
ذلك كلامها المنمق ومنطقها الدامغ...فان لهذة الجارة قدرة عجيبة على الاقناع...وموهبة غريبة تجعلها تتسلل الى قلب الاخرين بخفة...كانت((مروة))لازالت تحت تاثير مشاعرها المختلطة فهي لاتعلم ان كانت تلك الصفات التي في جارتها
مصدر للوثوق فيها او العكس...ولكنها في النهاية وجدت نفسها تنساق مع كلمات هذة لجارة دون ان تبدي اعتراضا كبيرا
او قدرة على المقاومة ...لقد ترسخت تلك الفكرة في نفسها ...ولم تعد تستطيع اخراجها من عقلها ابدا...
عندما خرجت الجارة بعد ان القت عليها بعض من كلماتها الساحرة ...التي ترغمها على اطاعتها بخنوع ...اتجهت الى الغرفة بخفة وهي تتمنى ان لا يعود زوجها في هذ الوقت لمبكر...فان عليها ان تحدد شكوكها ...وتكتشف الدافع الذي جعلة ينشغل عنها في هذة الايام...حتى اصبح بعيدا عنها ...لدرجة ان لغة الحوار بينهما قد انقطعت تماما ...ليتة يشركها في امرة الذي اهمة ...وجعلة مشغول الى هذة لدرجة...هنا لم تتمالك الافكار التي اندفعت الى راسها ...بدت الشكوك تساورها بقوة...وتذكرت كلمات الجارة....
_لابد انه يخفي شيئا ....فتشي في ملابسة ...ربما تجدين الدليل ...
كان الاطفال يجلسون في غرفة المعيشة يتابعون مسلسلا كرتونيا بشغف...كان هذا بالنسبة لها مريحا ...فلن يشغلها احدا منهم
عن مهمتها ...يجب ان تعرف مالذي يخفية وراء عبوسة وصمتة....للحظات وقفت بجانب الشماعة وهي تحدق الى ملابسة التي ...تتدلى...قربتها الى انفها ...استنشقتها وهي تترجم الرائحة الموجودة فيها ....مطت شفتيها ...انها رائحتة المعهودة
لاتوجد هناك اي رائحة غريبة...لم تجد في ملابسة مايثير ...وقع في روعها انه لو كان يخفي شيئا ...لن يكون في ملابسة التي يتخلص منها ...فان ذلك سيكون اكبر دليل على ادانتة...
لم تطيل الاستغراق في فكارها ...فلقد سمعت الباب يصفق من الخارج...لابد انه هو ...فلتخرج حالا وكان شئ لم يكن فليست تريد اثارة شكوكة قبل ان تكتشف ما يخفية...والا لن تستفيد شيئا...
عدلت هندامها حدقت الى شعرها في ألمرآة...كل شئ على مايرام يجب ان تخفي قلقها ...خرجت بعدها الى الخارج وهي تفتش بعيونها عن زوجها ...قطبت جبينها ...واخيرا وجدتة يجلس شاردا مع الاطفال ...ولكنة بدى اكثر شرودا وانزعاجا ...اقتربت منة...قلت بابتسامة حاولت ان تكون طبيعية...
_اهلا بعودتك ....
هز رسة بخفة ثم نهض وخطى بطيئا الى غرفة النوم دون ان يقول كلمة واحدة...لم يعجبها شكلة ابدا فقد بدى مهموما
وتعيسا ...لا تستطيع ان تراة هكذا دون ان تبدي موقفا ...تبعتة الى الغرفة لتراة قد استلقى على السرير ...واضع يداة خلف راسة...كان يحدق الى السقف ..اقتربت منة قائلة...
_هل احضر لك شيئا....
هذة المرة ايضا هز راسة وهو لا يزال يحدق الى السقف شاردا ... شعرت بحيرة كبيرة وهي تراة بهذة الحال ...ترى هل تسالة ام تتبع ا لطريقة التي اشارت بها جارتها ...لاتعلم لماذا شعرت بالذنب بمجرد التفكير في ذلك...لم تفعل ذلك ابدا من قبل
رؤيتة بهذا الشكل جعلتها تنسى شكوكها وتقترب منة بلهفة ...فمنظرة يبدوا في غاية التعاسة ...
_هلا جلستي بجانبي...
للحظات بدت الدهشة على عينيها وهي تنظر اليه...لقد كان طلبا مفاجا..لم تتوقع ان يطلب منها ذلك ...ترى مالذي سيحدث في للحظات القادمة...اقتربت منة وجلست بجانبة صامتة ...كان قلبها يدق بشدة....مالذي سيقولة الان ....
_انني اشعر بالياس...اريد ان اخرج مافي داخلي ولكنني لا استطيع....
كان قلبها يرفرف بين ضلوعها ...لم تستطع الان مقاومة ذلك ...فانة على الرغم من كل شئ زوجها الحبيب ...الذي اهدتة كل ما تملك من مشاعر...لاتستطيع ان تراة يائسا بهذ الشكل...
_ان والدي يحتضر ولا استطيع ان افعل شيئا....
لم تعرف لماذا انعقد لسانها في تلك اللحظات ...فكلماتة كانت كالصاعقة التي وقعت على راسها ...اذا كان طوال تلك افترة يعاني دون ان يخبرها...يالقساوة هذا الوضع ...فانة بالفعل صعب كثيرا ان يتحملة اي شخص ....
_لم يرد والدي ان اخبر احدا ...
لم تستطع ان تمنع نفسها من ذرف دموعها ...كانت تنحدر غزيرة على خذيها دون ن تحاول حتى ان تمسحها او تخفيها
لا تعلم لماذ ربما كان ذلك عقابا لها على شكوكها الغير مبررة ...لقد كانت غبية بلفعل ...كان زوجها الحبيب يعاني وهي لا تفكر الا بتلك الاشياء الحمقاء...يالها من غبية ...
_ارجوك لا تبكي ..فانا اريدك ان تكوني البلسم الشافي...
_فلست استطيع الاحتمال ...بعد الان...
نكس راسة بعدها واصبح بين ساقية المضمومتين ...كان يهتز بشدة وهو يخفي وجهه عنها كي لا ترى دموعة...ازدادت دقات قلبها ..صرخت في اعماقها...
_لن اتركك ابدا تعاني...
كان لا يزال يواري مشاعرة التي فاضت دون سابق انذار ...كان يغمض عينية بشدة وهو يكتم شهقة كانت تريد ان تتحرر من بين ضلوعة التي تحمل هما لا يستطيع ان يحملة بعد الان ...اقتربت من اكثر وهي تحاول ان تمنع دموعها من السقوط
وضعت يدها على كتفة دون ان تملك القدرة على الكلام ولو بحرف واحد...فهنا تعجزكل الكلمات عن الوصف ...ارادت ان تدعة يفرغ كل ما كا يختلج داخلة من مشاعر مشحونة..
_هل هدات قليلا الان....
بعد فترة بدى اكثر راحة من ذي قبل ...استطاع بعدها ان يرفع راسة وهو ينظر الى فضاء الغرفة بشرود...كان لايزال يعالج افكارة ...لكنة بدا مرتاحا اكثر من ذي قبل ...
_اسف لم استطع ان اتمالك نفسي...
كانت تريد ان تضمة بقوة ان تحتوية بشدة...فليس من داعي للاسف بل على العكس ...ان الاسف لابدا ان يصدر منها هي
لحماقتها ...وقلة ادراكها ...لم تعلم لمذا عجز لسانها حتى عن الاعتذار ...فما كانت تحملة يشعرها بالخجل الى درجة التصاغر ..
_لا تعتذر...
كانت هذة الكلمات تصدر من صميم قلبها وهي تحمل كل مشاعر المواساة ...في داخلها فهي تعلم مدى تعلق الابناء في الاباء ..وهي تعلم ان تعلق زوجها بوالدة امر لا ...نقاش فية ...فهو قدوتة الاولى ...كان دائم ينظر اليه في زهوا وفخر
لم تستطع الاسترسال اكثر فقد كان جرس الباب يرن ..بشكل متواصل ..قطبت جبينها من يكون الطارق الان في مثل هذا
الوقت ...شاركها زوجها ذلك وهي تقول...
_لعلها جارتنا الجديدة...
_لا اعتقد ذلك...فلقد رايت زوجها يدفعها الى خارج منزلة ....
_يبدوا انها فعلت شئ لا يغتفر ...
_ربما ...
اكتفت بتلك الكلمة الوحيدة وهي تبعد نظرها عن زوجها قدر المستطاع ...لقد كانت على وشك هدم حياتها بسبب هذة المراة
حمدت ربها كثيرا ان القدر امهلها ...حتى لا ترتكب تلك الحماقة....ادركت ان تلك الجارة لم تكن جارة طيبة ابدا...وانها لم تكن صديقتها المقربة..